الجمعة، 6 مارس 2015

على الخاص رسالة.!


(1)

الحادية عشر إلا ربع صباحًا،

الأول من شهر ولادتي (آذار) مارس..

..

بعد أن قرأتم ثلاثة نصوص كلها مشرّبة بالعاطفة الصادقة، لذلك وصلت إلى قلوبكم بسهولة فالعاطفة دليل القلب،

ولكن في هذه الأطروحة سأذهب بعيدًا بعيدًا جدًا

عن عاطفتي المعتادة وسأرسى في مراسي الواقعية والمنطق..

ما سأكتبه اليوم عبارة عن حقائق، أو بالأصح هي مواقف

قبل أن تكون حقائق، وهي دروس قبل أن تكون مجرد مواقف مررتُ أو مررتم  بها..

ف عمرنا إن لم نفطن لعبرات دروسه فقد ذهب قَتَرة وهدر.. 

دروس الدنيا لا تحصى، فكل اشراقة شمس تحمل لنا همس فيه درس..  "واعتبروا يا أولي الألباب.."

سأرمي حديثي هذا عليكم بكل ثقله

وصراحته

 وصرامته

 وحقيقته

وبدايته إلى نهايته ستكون عبارة عن موقف أشعل فيني طاقة فاستوجبت

علي أن أجليها إلى الورق..

..

أشعر أنه لا أصدق وأنقى من أن تتحدث عن موقف مررت به, لا عن موقف مروا به!

تكلم عن ما شاهدت

عن ما تعلمت ودرست،

تكلم عن دموعك وفرحك وعن ابتساماتك وسخطك،

دع الناس ترى ما رأيته

استنتج، استخرج، استنبط ،

واستعمل كل قواك لترسم ولو

مشهد تعلمت منه درس وحكمة،

 لذا وجدت أن أكتب عن تجربتي لأكون صادقًا رغم أني قرأت شيء مشابه قليلاً لفكرة ما سأكتب  كان مقال لأحد أمتع

الكُتَاب بالنسبة لي ودائما أقول عنه دائمًا بأنه "أجمل من مسك القلم، ونبُش في الألم ثم داواه" (د.عبدالله المغلوث)

عموما.. (2)

على أحد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس  بوك" في نهاية عام 2013

كنتُ قد قررت  أن أرسل لإحدى  الفتيات

 بهدف غرض ما!! وأتوقع يجب أن أقول ما هو الغرض

لأكن  أكثر صدقًا، عموما كان الغرض أنني كنت أتساءلُ في أمرٍ ما و حاجة علمية ملحة آنذاك

وجدتها أقرب بعيد و أنسب من يكون أن أرسل له وأسأله!

وأتوقع لأكون أكثر صدقًا يجب أن أقول عن ماذا كان سؤالي!!

 -لا يكفيكم فضول ويكفيني فضيحة-

ما فاجأني في هذه الفتاة ومحادثتي المشؤومة معها، أنها كانت ترد بكل جمود وكبرياء  بل وكانت

تقطَر الكلمات علي "بخاصية الترشيح" وكأني سجينها المعذّب الذي طلب منها ماء ليشرب، ثم تنهي حديثي وحديثها بطريقتها وتقول
"ليلة سعيدة"، أشعرتني وكأني مرتكب جُرم في حقها عندما سألتها وحين أرسلت مستفسراً

رغم أني كثيرًا ما أرد نفسي عند حاجتي في سؤالي لأحدهم

ولكن شاء القدر وحكمت الحاجة في ذلك اليوم و يا لسوء

حكمها الذي أفقدني شيء مني، ولكن لا بأس لعله حدث ذلك الموقف لأشارككم اياه!

"كونوا في مكاني واحكموا كيف ممكن أن تكون ردة فعلي!"

ما فعلته كان، أني حاوت أن أفهم سبب كان هذه الغطرسة في التعامل والعنجهية  وضربي بسياط

اللسان اللا مسموع عن طريق الحرف المكتوب المحسوس في قسوته الغير مبررة،

ولكن للأسف لم أفهم سر هذا التعامل الغير محبذ، وللأمانة لم تغلط في ردها ولكنها كانت ذا

أسلوب لا يساوي أسلوب سؤالي واستفساري المنحوس. " لا أقول أني كنتُ أفضل في سؤالي ولكن صدقًا كنت

قد سألت بهدف السؤال وليس التودد للوصول لغاية شيطانية في نفسي"..

فكما عرفت أن مؤسسة ماريوت الفندقية لا تشغل فيها إلا أؤلائك المبتسمين

وأن شركة وأن سامسونج لا تقبل إلا البشوشين وأتوقع

هو حال كل شركات الكبرى - ويا أمنيتي أن يلزمنا تويتر وفيس بوك وانستاجرام أن لا نضع عليهم إلا ما يسعد الآخرين ويبهجنا-، وإن كنا لا نرى في هذه الشركات مثالًا نرتكز عليه ونقرأه ونأخذه،

فكتاب السير شاهدة على مواقفه صلى الله عليه وسلم في فهم الطرف الآخر والتعامل معه بشكل يليق به.. وأدنى مثال هي قصة

الاعرابي الذي "وسّخ" زاوية من المسجد.. كيف تعامل  صلى الله عليه وسلم  معه!؟

في الختام بعد شد وجذب من كل حدب، وبعد تفكيري العميق في المسألة فإني سأخبركم سر تعامل تلك البطلة معي بهذه الصورة الجميلة بالنسبة لها ومن

يوافقها.. والغير ذلك بالنسبة لي ومن يوافقني..

كان السبب "أن هذه الفتاة تعتقد بأن من يرسل لها

أنه أعجب بها وأحبها " فتحاول بطريقتها هذه أن تلزمه حدوده رغم أنه ما كان مفترض ذلك

لأنه لم يتعدى حدوده في الأصل، من يرضى دخول المواقع الاجتماعية فليرضى بحقيقتها

وتفاصيلها.. أعطي البشر ما لديك حببهم إليك بسماحة التعامل وفن حُسن التفاعل بما يقولونه لك

ويرسلونه، لا تعتقد أنهم بك معجبون أو فيك مغرمون

من مجرد سؤال لهم لك أو ردهم عليك! أو اهتمامهم بالنقاش معك! أو قولهم في موضوعٍ طرحته!

(لا ترتدي رداء الكبرياء في التعامل صدقني أنك ستخسرك! وإن خسرت نفسك

خسرت من حولك وهذا أعظم الخسران

أن تعيش وحدتك والناس حولك مستأنسون..)

أن أشعر عندما يبستم لنا أحدهم بأنه أحبنا!

أو اذا أعطانا أحدهم من وقته صار جبيبنا!!

أو اذا قام أحدهم بواجبه تجاهنا يعني ذلك وقع في حبنا.. لأكن صادق لا أنكر وقوع

ذلك ولكن ارمي هذه الفكرة من بالك لكي لا تحدث فنحن مغناطيس أفكارنا.. وإن حدثت روّضها..!

 وعامل الناس بإنسانية وبشاشة حتى ولو من خلف

الشاشة.. أن تشتري قلوب الناس فهذه هي أعظم تجارة لا تبور..

ومنفذ لسعادة والحبور..

ركز معي هنا/
" أنا لا أدعو أن تتحول ساحات مواقع التواصل الاجتماعي  لـ ملاجئ تعارف وسهولة فتح الباب لمن طرقه من الذين سولت لهم أنفسهم سوء، انما أقول: عامل كل من فيها على القدر المفروض أن يجعلك مقبولاً، ولا تشعر نفسك بأنك محور همهم واهتمامهم وأنه لا سواك هناك.. أعطهم وخذ منهم لا تجعلهم في ملامة حين يصلوك أوجبهم بكرمك.. وابتسم لهم أكثر مما تكلمهم. واسقاطي هنا على الفتاة ليس تعميمًا على الفتيات! -وقد تكن تلك الفتاة ليست مخطأة ولكن أراها كذلك-، وهناك شبان كذلك يلعبون نفس الدور، المهم ليس من هو الضارب ومن المضروب المهم أن الاثنين استفادوا من الدرس الذي أتى مع همس الشمس "..

...

مشهد ومخرج:

 قصي يمشي

وهو يلتقط من الأرض

جبهته المنسوفة

بسلاح آر بي جي النفاذ،

ينوي الرد بحماقة عليها، ولكنه بالله

من الشيطان استعاذ... يبحث عن ملاذ

ليهدأ...

 وبالفعل استقر باله.. ووجد جوابه

مع الآنسة رغم جلدها له نسى ونام..

ثم عاد ليكتب لكم ما قرأتم.. وهو مبتسم

ممشوط الرأس ... وجبهته في تعافي مستمر..
...
سِر: "بعد هذا النص تغيرت معي قناعة.. سأخبركم عنها لاحقًا.. سأستمع لرأيكم في تويتر وسأجمع جميع الآراء
في تدوينة خاصة  مع تعليقي عليها مع ذكر اسم صاحب الرأي..."