الاثنين، 16 فبراير 2015

أودُّ أن أتوب..!


الإثنين.. اليوم الأول بعد

الخامس عشر من فبراير 2015.. الساعة الواحدة

الا أربع دقائق صباحًا، تمامًا كما تشير إليه الساعة الجدارية المستوحدة..

....

نحن البشر لا نتحدث كثيراً عندما نحزن! ولكننا نتحدث كثيرًا

لمن "نحب" لو امتعضنا واضجرنا.. "مشاركتك من تحب في  لحظات الضنك والكرب أرقى بكثير من المشاركة في ساعات البهجة والفرح لأن الوقفة فيها تتطلب جلادة وصبر."

بعيدًاعن روح المشاركة...

 لو كتبنا عند ضيقنا عن ضيقنا، سنعلم أنه لا شيء يماثلُ راحة الإفصاح على الورق وللورق،

وليس ضروريًا أن تكون كاتب لتكتب همّك، البوح لا يؤمن بالمواهب هو افصاحٌ بشكلٍ عفوي تتهاطل فيه الكلمات دون إعداد

وعادةُ هذا البوح  أنه ذا طريقةٍ أحاديةٍ سريةٍ  بين كائن بشري أضناه الضيق وجماد لا يفقه ولا يشعر ولكنه يسمع جيّدًا –وهو المطلوب-!. (جرّبها)

عمومًا.. أشعر عندما  أكتب كمن أزاح من معدته همّ مائدةٍ

 حنظليةٍ التاع منها ولم يستسيغها فما اسطاع هضمها فأخرجها قيء واستراح..

  وحقيقة.. أنا الآن أشعر بأني أعيش في أنبوب لا يتجاوز قطره الخمس سنتمترات، وطوله يقصرني كثيرًا

وعموم جوّه يخنقني أكثر.. (تخيّل..!!)

 العيش في مكانٍ لا نهنئ فيه، يزيد من ضيقنا لذلك يجب علينا الهروب .. وهنا أكتبُ لأسجل الهروب من الأنبوب.. ولعلي أتمكن من ذلك..

...

أودُّ أن أتوب.. أودُّ أن أتوب.. أودُّ أن أتوب..

كلامٌ أردده ولا أعلم متى أطبقه، أود أن أتوب أمنية تشعرني دومًا بحجم تقصيري

تجاه من لا يستحق التقصير ( الله جلّ جلاله)..

"نحن"

في نعمائه مغرقون... ونعصي

وبعطاياه مترفون... ونعصي

وبجُود كرمه مغدقون.. ونعصي

أتعلمون لماذا كل هذا التمادي في العصيان والتمرّد، لأن الله هو (الستّار) علينا فتجدنا نحن بني البشر "المفلسين" نعرف الخطيئة ولكن نترف في عملها..

لأننا على علم، أنه –الله- لا ولن يفضحنا وانما سيمهلنا لذا نتغافل ونعصي، وهذا الفرق بين من يخاف من  فضيحة البشر على الأرض ولا يخاف من ربهم يوم العرض!!

 "فالله هو الستّار والبشر فضّاحون"، فنسرف في استغلال الكرماء،

 ولكن.. إلى متى.. ذنوبنا سيبطِنها الله، واستخفافنا إلى متى ..؟ أما آن النهوض؟ أما كفانا عبث وغموض.. ؟؟

نعصي كثيرًا في الظلمات، أمام لا أحد سوانا، نهرب من الناس، من العيون، من الفضيحة، نُدبِرُ من كل شيء.. إلا شيء وهو كل شيء،  ولكن نتغافل وجوده،

بين جُدُرٍ مغلّقة وأضواءٌ معتّمة وأبواب مؤصدة،

لنعصي ونعصي ونزيد فالعصيان، ويقينًا نعلم أنه يرانا.. يسمعنا.. "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور" سورة غافر الآية 19!

"إنه الله"

ولكننا نستمر في التناسي.. تحت وطأة الهوى.. الذي ظل صاحبه وغوى،

 في حين انغماسنا في العصيان وملذاته، وضياعنا في شهواته،

 ونحن نسلب منه الاهتمام وهو الذي أعطانا كل الاهتمام،

 "إنه الله"

ألا يستحق الله أن يُحترم،؟

ألا يستحق أن تصان محارمه،؟

 ألا يستحق الحب.. " من يحب لا يعصي" ؟

أن نستشعر وجوده في خلواتنا قبل البشر، في أطراف النهار وآناء السحر؟!

وأقول : "من عرف الله حق المعرفة لن يعصيه في خلواته.."

آفةٌ هي الخلوات.. مصيبةٌ عويصة.. ومهمة عسيرة،

يجب أن ندركها ونتداركها ولا يتأتى ذلك بالهوان.. ولكن " يهن يسهل الهوان عليه"!!..

...

 

إضاءةٌ خافتة.. في شارعٍ فيه لا أحد سواي،

أمشي تائهٌ في خُطاي، وهِنةٌ هي قواي،

عرجاء صارت قدماي،

اعتصارٌ واعصارٌ في معدتي بسبب الجوع والخواء،

 الساعة بعد أن كانت الواحدة إلا أربع دقائق

أصبحت الرابعة فجرًا.. لا أحد سيطعمني في هذا الوقت

سأنام..

 ولكن

قبل أن أنام

بعد أن كتبت كل ما قرأتموه من بوح،

 يبدو والحمد لله أني خرجت

من الأنبوب..

..         

"اللهم أصلح قلوبنا واستر عيوبنا وأغفر ذنوبنا واحسن خاتمتنا يا الله"..

آمين..

الأحد، 8 فبراير 2015

" لا شي" يختصر الحب! لذا حُجب العنوان :))

...

أوّلُ الساعات في آخر يناير 2015..
..
31 يناير الساعة الثانية
عشر بعد أن انتصف الليل
ونام بعض البشر الجادين مع حياتهم وفيها!، 
إلا الذين
سهروا مع ملذاتهم وأنا منهم "كثيرًا ما تغلبني الملذات وأكون سهرانًا
ولكنها أهون من أن أكونُ سكرانًا -الحمد لله- "

سنة والله أعلم بي وأنا أخطط وأدبّر الأمر لفتح مدونة لتلملمني وتسترني وتفضحني!
لم أقوى على ذلك إلى بعد أن دفع بي من دفع!
وفُتِحت هذه الفضيحة بحمد الله، فكرهًا مني سميتها" أي شي.."
فهي بالفعل أي شي ولكنها في المقابل هي كل شي!!..

..ف نحن عندما "لا نحب" لا نعطي! وعندما "نحب" نغلو في العطاء!..

أحاول أن أجدُ مدخلًا يليق بالحب الذي سألطخُ به هذه التدوينة، سنينٌ وكلماتها في داخلي رهينة، واليوم سأفرج عنها رغم أني الخجول الذي دائمًا ما يكتّم حبه  رغم اعتصاره وحاجته للحب ولكن اللا بوح أقوى!،
وهنا أقول باشروا بإعترافاتكم لمن تحبوا قبل أن يرحلوا دون عودة!  اهمسوا في آذانهم بحبكم،  كل شي يُدّخر الا الحب، والاعتراف بالحب فضيلة! "ولا تكونوا كما كنت!!"

عمومًا كل ما ذُكر في الأعلى اسهاب في الكلام وهنا المغزى....
..
منذ أن عرفت الكلام وإلى اليوم لم أنطق لها ببنت شفةٍ

بحبي لها و لم أقولُ حبيبتي
رغم أنها أعظم من يستحق الحب بعد "ربي"، وهي لا أعلم هل اتخذت عهداً
عليّ وأخوتي أن تقبلنا بحرارة يوميًا!
أن تغسلنا من الضغائن والأحقاد، وأن ترشقنا بكلمة حبيبي!! أن تُصلي لنا ليل نهار !
أن نرتاح وهي تشقى! أن نلهو وتحاتي! أن ننام وهي تسهر! أن ترزقنا عمرها وتموت فينا ومنّا وعلينا!!
 أي حب دون مقابل؟؟ أي نقاء لا تقربه الرذائل؟؟! 

يا أمي أكتب اليوم بسببك! 
رغم أنكِ لا تجيدين الكتابة والقراءة كثيرًا، ولكنّكِ علمتني
كيف أقرأ "حين ابتعتي لي أولَ قِصة، وكانت بمثابة أول حصة"
وكيف أكتب "عندما أهديتني قلمًا وصعدت  به سُلمًا" 
!! 
وأنتِ الأم التي لا تقرأ كثيرًا فقد خرّجتي عشرةٌ من الأبناء أربعةُ رجال وستُ سيدات!
كلهم حاملوا شهادات علمية  جامعية لا تقل عن "البكالوريوس"! أي عظمة !!!
و كيف لو كنت تقرئين كثيرًا ؟؟.. 

تائهٌ أنا!! لا أعلم 
كيف ومن أين أكملُ فيك الكلام!!!
وإني كضالٌ في دياجر الليل يا أمي!!
..
 (هنا توقفت عن الكتابة منذ ٣١ يناير وفي ٨ فبراير عدت لأكمل)
وقلت:
..
أمي العظيمة،، 
أما بعد.. ها أنا أعدت التوازن فيني واستفقتُ بعد التيه..
وبجرأة المهزوم أقولها اني سأتوقف هنا عن الكتابة !!
والسبب والله يشهد لأني لم أجد ما أكتب
ليوفيك !! أجدني مهزوم!! منهك دون جهد!! مكبل دون جريمة!! ولكنه
هو حبك أنهكني وكبّلني وهزمني!!
 أجدني كيوسف تائه في غياهب بئرك الطاهر بعد أن قررت الكتابة لأجلك، أنتِ أول شخصٌ يغلبني موضوعه!! 
... 

مخرج:

رايةٌ بيضاء مترعةٌ
بالدموع، 
يمسكها شخصٌ هزيلٌ
كعودِ كبريت أهزله الاشتعال، مهترئةٌ أطرافه،
وعينه دمعها مدرارا، وضجيج الكلمات
في داخله يحشره حتى أصبح
أبلهًا يهلوس!! 
 وقلمه ينكسر!!"خشية من التقصير وخجلًا  في الاستمرار.."

مشهد لقصي وهو يستسلم!!

النهاية..  
(نقطة).