الثلاثاء، 23 يونيو 2015

لا تكن لهّاية، ترا الوضع ما يطمن!


يحكي المُحسن أحمد الشقيري أنه في عام 2008 قرر أن يسافر إلى أحد المنتجعات في الهند  بعد إنهاءه تصوير حلقات خواطر 3 ووضع أهم هدف لذهابه لهذا المنتجع أن يخرج من منظومة الحياة العملية المزعجة التي يعيشها والالتزام الذي يلازمه وكمية الأشغال التي تشغله يوميًا، عمومًا قرر أن يعيد لنفسه هدوءها واستقرارها.

فكان أول قرار قرره الشقيري ليخرج من منظومة الأعمال والأشغال هو أن يترك هاتفه النقال في بيته ويغلق بريده الالكتروني خلال فترة سفره، لينجلي من العالم الذي جبره أن يكون محاصر في كل أوقاته، وفعلها المُحسن، ويقول حينها : "شعرت أنني تحررت جداً وتخلصت من الضغوط الحياتية التي كان يسببها لي الهاتف"، وتستمر القصة.

(بتصريف من كتاب رحلتي مع غاندي لأحمد الشقيري)

 ما أريد قوله أننا لو فكرنا جليًا وبصدق أن نتخلص في كل يوم عن هاتفنا لمدة معينة "حددها بنفسك" ننظر فيها الحياة بألوانها النضرة، لننشغل بشي آخر أكثر فائدة وانتاج، نعيش بشكل مختلف، ننسى أن هناك مواقع للتواصل الاجتماعي ولو لبرهة، ننفلت من قضبان أزرار الهاتف وشاشته السجّانة، تُرى ماذا سيحصل؟؟!

"ما تئوليش أنا الجواب، أنا مش محتاجهالو ئول لنفسك وخلاص بقه وما تستصعبهاش دي المسألة سهلة قوي".

 يخبرني صديقي محمد من الكويت وبإختصار أنه تخلى عن هاتفه النقال لمدة أقل من 12 ساعة يقول شعرت فيها بأنني كما لو أنني كنت حبيسًا في سجن "أبو غريب " وتم الافراج عني عندما تخليت عن الهاتف شعرت بأن يومي زادت ساعاته وجدت مساحة أكبر لأعبر فيها عن رغباتي كتبت قرأت لعبت ذهبت وجأت ثم نمت! عشت حياتي بإتزان، بالفعل يجب أن نقرر ونغير ونعيش حياتنا كما ينبغي ولا نحصر أوقاتنا في مطالعة شاشة هاتف متحرك طوال أغلب ساعات اليوم!

إن كنت تقول لي  إن هذا ادمان، فسؤالي لك من جلب هذا الادمان بديهيًا هو "أنت" من جلبه، لذلك وبديهيًا "أنت" وحدك القادر على تخفيفه واستئصاله ومحوه وتوجيه وقتك لتستفيد منه أكثر، لكنك تحتاج فقط لإيمان في ذاتك أنك قادر على التخلص من هذه الآفة، أخيرًا وخلال حضوري لإحدى الورش في منتدى الاعلام العربي مايو الماضي، ذكرت مقدمة الورشة آنذاك أنه مؤخرا كُشف في جامعة ميسوري الأمريكية أن هناك اضطراب جديد يسمى "بإضطراب الآيفون" وهو أنه كل ما فقدنا هاتفنا المتحرك نشعر بنقص وليس لدينا الامكانية بالعيش بدونه.

 تأكد أن حياتك أكبر بكثير من أن تحصرها في ثمة مواقع تواصل اجتماعي وآلة صغيرة لا تتعدى قبضة اليد، وبإختصار "حرااام يلي جالس يصير أو بالأحرى حرام يلي نسويه بأنفسنا أو بشكل أبسط حرام نضيع وقتنا ف بلاش!".

ختامًا أذكر مقولة للمخترع ليوناردو دافنشي "الزمن الذي نهلو به، يلهو بنا"، وأقول: لا تكن لهّاية، ترا الوضع ما يطمن!

.
.

 

على فكرتين:

على فكرة الأولى
 كتبت هذا النص منذ فترةٍ طويلة واليوم أنشره، وعلى فكرة الثانية
أنا جدًا مصاب بإدمان الآيفون هذا ولست أفضل منكم بل أكثركم سوء، ولكن أطرح هذا النص بغيةٍ في التخلص منه وسأتخلص، فإن كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة..

خذوا وعد مني: سأرسل هدية "ليست قيّمة" ولكنها طيبة، لأي شخص يرسل لي قصته بخصوص هذا الموضوع على البريد الالكتروني q.al-zedjali@hotmail.com أو في التويتر @qusai_alzedjali

..

الأحد، 17 مايو 2015

قصي: الشاب المشيب.!

مدخل:
تبريران:
الأول رجاءً انسوا كلامي في آخر سطرين الذين كانا في آخر مقالة نشرتها سأحتفظ بالاعتراف لنفسي..
و الثاني تذكروا قولي في أول مقالة نشرتها عندما قلت: " يا أحبة تقبلوني فأنا أعرفني متقلب مزاجيًا ثابت قيميًا! يومًا سأكتب وأسبوع سأغيب وهذا يثبت بشريتي والحمد لله...."
نبدأ بسم الله
..

عشرون عامًا بي وزادني

الله فوقهم أربع سنوات هذا هو عمري.. "عز الشباب"

ولكن ما يكهلني ويهلكني مبكراً هو "تسويفي"

الدائم للأمور ونظرتي الطفولية أو "اللاكتراثية " لأغلب المشاكل المعقدة بحيث أراها أنها سهلة ويمكن أن

تمر بسلام على كل حال.. وقالت لي ذات مره: بأن عيناك ونظراتك الضيقة تأسرني وهي جميلة.. جميلة جدًا وكان هذا آخر لقاء جمعنا  ثم رحلت ولم أراها وضاق قلبي كما عيني الضيقة! –خارج النص-

عفواً أعتذر، ولكن كلما سمعت كلمة "نظرتي أو نظرتك" تذكرت ذاك المشهد القابع في داخلي، كان التغزل في عيني بعضنا هو المشهد الدائم على خشبة مسرحنا الليلي!..

عمومًا نعود لما بدأنا .. قد لا تسمى هذه النظرة للأشياء المعقدة بالنظرة طفولية ولكن أراها كذلك!

بدايةً وبحق أشكرُ كل من سأل عن سر الاختفاء

و عدم النشر شكرًا لمن رواني بكلماته حين امتعضت تربتي عن انباتِ ولو سنبلة، وحينما ملحت تلك التربة واستشربت من ملوحة تسويفي المفرط ولم أعد قادر على صياغة جملة تفتح لي أبواب العودة ، شكرا لمن أعاد لشجرتي غُرّتها ونضارتها بعد أن سمّدها بدعمه وسقاها بكلمهِ، شكرًا لمن صبر وانتظر معي لكي أنيبُ وأصحو من جديد لما بدأته وما تركته ولن أتركه!
شكرًا لمن سكت! "مقصودة"

ولأن الكتابة ليست متنفسي الوحيد! أوحقيقةً ليس هنالك ثمّة منفس معين أراه لي، ف حتى مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم لي ملجأ لكدري وسعدي، ولأصدِق أكثر أشعر بأن (الوحدة) هي منفسي ومتنفسي الأقرب..

تخيل معي روعة المنظر عندما تحكي للفضاء لللاشي تحكيه عن أمل وتشتكيه عن ألم، تبكي له وتضحك معه .. في فينة عيناك تدمع إل حد الجفاف وفي أخرى شفتاك تبتسم إلى حد التشقق، لا شيء يسكتك ولا شيء يردعك عن الانغماس في قول كل شيء ولا فضيحة هناك، من سيفشي أسرارك.. لا أحد!! تكلم وبح كثيرًا ففي وحدتك سترتاح! عادة الانسان المثقل بالهموم لا يريد  سوى أي يروي ما يختلجه ويسكنه من همٍ ووجع لا يبحث في وقت ذروة مخاضه وعلّته عن حلول يبحث عن تنفيس كربه، ف الفضاء متاح لكي تستلقي على ظهرك وتضع يديك خلف رأسك وتتكلم..

إلى أن تشعر بدفئ الدموع وهي تنهمل، ملحوظة: عندما تبوح في الفضاء لا تنسى أن تقرن بوحك إلى الله جلّ جلاله دعه هو من يتكلف بمسح دمعك وطمس همّك وهو القادر وحده، فقط ارمي الهموم التي أوجعتك و أوصبتك وأبكتك!
إلقيها  له ولكن بشرط أن "تتيقن " أنه قادر على ازاحة جوَّك المعتم وضيقك المحتم إلى.. (أنتم تعرفون إلى ماذا)، وبعدها وبعد أن تذيع همّك لله والفضاء وتشهق من التأوه  والبكاء سترتاح وسيتاح لك الجو لكي تفكر كيف تخرج من دهليز الألم والمصيبة ..
وهنا يكون حُل كل شي وعدّى على خير وسلام! فقط تحلى بالصبر لأنه بالفعل  نحن عندما نقول "تحلى" بالصبر فالصبر هو حلاوة مرّة "Dark chocolate ".. وتذكر أنّ الصابرون يُفوّن أجورهم من غير حساب.

ختامًا: عندما فتحت صفحة الكتابة هذه لم أخطط كيف سيكون شكل المقال الذي سأكتبه، كتبت دونما وعي وتشكل هو كما يريد.. تصدقون حتى الموضوع لم يكن في الحسبان هكذا خرج، أتوقع شوقي للكتابة هو ما فعل كل هذا..

مخرج:

قصي.. وكأنه ولد من جديد

يتلمس بأطرافه عيناه ثم أنفه

ف شفتاه .. يرى أنه بالفعل عاد

ليعيش من جديد.. وليكتب أكثر..

... سلااام !

 

الجمعة، 6 مارس 2015

على الخاص رسالة.!


(1)

الحادية عشر إلا ربع صباحًا،

الأول من شهر ولادتي (آذار) مارس..

..

بعد أن قرأتم ثلاثة نصوص كلها مشرّبة بالعاطفة الصادقة، لذلك وصلت إلى قلوبكم بسهولة فالعاطفة دليل القلب،

ولكن في هذه الأطروحة سأذهب بعيدًا بعيدًا جدًا

عن عاطفتي المعتادة وسأرسى في مراسي الواقعية والمنطق..

ما سأكتبه اليوم عبارة عن حقائق، أو بالأصح هي مواقف

قبل أن تكون حقائق، وهي دروس قبل أن تكون مجرد مواقف مررتُ أو مررتم  بها..

ف عمرنا إن لم نفطن لعبرات دروسه فقد ذهب قَتَرة وهدر.. 

دروس الدنيا لا تحصى، فكل اشراقة شمس تحمل لنا همس فيه درس..  "واعتبروا يا أولي الألباب.."

سأرمي حديثي هذا عليكم بكل ثقله

وصراحته

 وصرامته

 وحقيقته

وبدايته إلى نهايته ستكون عبارة عن موقف أشعل فيني طاقة فاستوجبت

علي أن أجليها إلى الورق..

..

أشعر أنه لا أصدق وأنقى من أن تتحدث عن موقف مررت به, لا عن موقف مروا به!

تكلم عن ما شاهدت

عن ما تعلمت ودرست،

تكلم عن دموعك وفرحك وعن ابتساماتك وسخطك،

دع الناس ترى ما رأيته

استنتج، استخرج، استنبط ،

واستعمل كل قواك لترسم ولو

مشهد تعلمت منه درس وحكمة،

 لذا وجدت أن أكتب عن تجربتي لأكون صادقًا رغم أني قرأت شيء مشابه قليلاً لفكرة ما سأكتب  كان مقال لأحد أمتع

الكُتَاب بالنسبة لي ودائما أقول عنه دائمًا بأنه "أجمل من مسك القلم، ونبُش في الألم ثم داواه" (د.عبدالله المغلوث)

عموما.. (2)

على أحد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس  بوك" في نهاية عام 2013

كنتُ قد قررت  أن أرسل لإحدى  الفتيات

 بهدف غرض ما!! وأتوقع يجب أن أقول ما هو الغرض

لأكن  أكثر صدقًا، عموما كان الغرض أنني كنت أتساءلُ في أمرٍ ما و حاجة علمية ملحة آنذاك

وجدتها أقرب بعيد و أنسب من يكون أن أرسل له وأسأله!

وأتوقع لأكون أكثر صدقًا يجب أن أقول عن ماذا كان سؤالي!!

 -لا يكفيكم فضول ويكفيني فضيحة-

ما فاجأني في هذه الفتاة ومحادثتي المشؤومة معها، أنها كانت ترد بكل جمود وكبرياء  بل وكانت

تقطَر الكلمات علي "بخاصية الترشيح" وكأني سجينها المعذّب الذي طلب منها ماء ليشرب، ثم تنهي حديثي وحديثها بطريقتها وتقول
"ليلة سعيدة"، أشعرتني وكأني مرتكب جُرم في حقها عندما سألتها وحين أرسلت مستفسراً

رغم أني كثيرًا ما أرد نفسي عند حاجتي في سؤالي لأحدهم

ولكن شاء القدر وحكمت الحاجة في ذلك اليوم و يا لسوء

حكمها الذي أفقدني شيء مني، ولكن لا بأس لعله حدث ذلك الموقف لأشارككم اياه!

"كونوا في مكاني واحكموا كيف ممكن أن تكون ردة فعلي!"

ما فعلته كان، أني حاوت أن أفهم سبب كان هذه الغطرسة في التعامل والعنجهية  وضربي بسياط

اللسان اللا مسموع عن طريق الحرف المكتوب المحسوس في قسوته الغير مبررة،

ولكن للأسف لم أفهم سر هذا التعامل الغير محبذ، وللأمانة لم تغلط في ردها ولكنها كانت ذا

أسلوب لا يساوي أسلوب سؤالي واستفساري المنحوس. " لا أقول أني كنتُ أفضل في سؤالي ولكن صدقًا كنت

قد سألت بهدف السؤال وليس التودد للوصول لغاية شيطانية في نفسي"..

فكما عرفت أن مؤسسة ماريوت الفندقية لا تشغل فيها إلا أؤلائك المبتسمين

وأن شركة وأن سامسونج لا تقبل إلا البشوشين وأتوقع

هو حال كل شركات الكبرى - ويا أمنيتي أن يلزمنا تويتر وفيس بوك وانستاجرام أن لا نضع عليهم إلا ما يسعد الآخرين ويبهجنا-، وإن كنا لا نرى في هذه الشركات مثالًا نرتكز عليه ونقرأه ونأخذه،

فكتاب السير شاهدة على مواقفه صلى الله عليه وسلم في فهم الطرف الآخر والتعامل معه بشكل يليق به.. وأدنى مثال هي قصة

الاعرابي الذي "وسّخ" زاوية من المسجد.. كيف تعامل  صلى الله عليه وسلم  معه!؟

في الختام بعد شد وجذب من كل حدب، وبعد تفكيري العميق في المسألة فإني سأخبركم سر تعامل تلك البطلة معي بهذه الصورة الجميلة بالنسبة لها ومن

يوافقها.. والغير ذلك بالنسبة لي ومن يوافقني..

كان السبب "أن هذه الفتاة تعتقد بأن من يرسل لها

أنه أعجب بها وأحبها " فتحاول بطريقتها هذه أن تلزمه حدوده رغم أنه ما كان مفترض ذلك

لأنه لم يتعدى حدوده في الأصل، من يرضى دخول المواقع الاجتماعية فليرضى بحقيقتها

وتفاصيلها.. أعطي البشر ما لديك حببهم إليك بسماحة التعامل وفن حُسن التفاعل بما يقولونه لك

ويرسلونه، لا تعتقد أنهم بك معجبون أو فيك مغرمون

من مجرد سؤال لهم لك أو ردهم عليك! أو اهتمامهم بالنقاش معك! أو قولهم في موضوعٍ طرحته!

(لا ترتدي رداء الكبرياء في التعامل صدقني أنك ستخسرك! وإن خسرت نفسك

خسرت من حولك وهذا أعظم الخسران

أن تعيش وحدتك والناس حولك مستأنسون..)

أن أشعر عندما يبستم لنا أحدهم بأنه أحبنا!

أو اذا أعطانا أحدهم من وقته صار جبيبنا!!

أو اذا قام أحدهم بواجبه تجاهنا يعني ذلك وقع في حبنا.. لأكن صادق لا أنكر وقوع

ذلك ولكن ارمي هذه الفكرة من بالك لكي لا تحدث فنحن مغناطيس أفكارنا.. وإن حدثت روّضها..!

 وعامل الناس بإنسانية وبشاشة حتى ولو من خلف

الشاشة.. أن تشتري قلوب الناس فهذه هي أعظم تجارة لا تبور..

ومنفذ لسعادة والحبور..

ركز معي هنا/
" أنا لا أدعو أن تتحول ساحات مواقع التواصل الاجتماعي  لـ ملاجئ تعارف وسهولة فتح الباب لمن طرقه من الذين سولت لهم أنفسهم سوء، انما أقول: عامل كل من فيها على القدر المفروض أن يجعلك مقبولاً، ولا تشعر نفسك بأنك محور همهم واهتمامهم وأنه لا سواك هناك.. أعطهم وخذ منهم لا تجعلهم في ملامة حين يصلوك أوجبهم بكرمك.. وابتسم لهم أكثر مما تكلمهم. واسقاطي هنا على الفتاة ليس تعميمًا على الفتيات! -وقد تكن تلك الفتاة ليست مخطأة ولكن أراها كذلك-، وهناك شبان كذلك يلعبون نفس الدور، المهم ليس من هو الضارب ومن المضروب المهم أن الاثنين استفادوا من الدرس الذي أتى مع همس الشمس "..

...

مشهد ومخرج:

 قصي يمشي

وهو يلتقط من الأرض

جبهته المنسوفة

بسلاح آر بي جي النفاذ،

ينوي الرد بحماقة عليها، ولكنه بالله

من الشيطان استعاذ... يبحث عن ملاذ

ليهدأ...

 وبالفعل استقر باله.. ووجد جوابه

مع الآنسة رغم جلدها له نسى ونام..

ثم عاد ليكتب لكم ما قرأتم.. وهو مبتسم

ممشوط الرأس ... وجبهته في تعافي مستمر..
...
سِر: "بعد هذا النص تغيرت معي قناعة.. سأخبركم عنها لاحقًا.. سأستمع لرأيكم في تويتر وسأجمع جميع الآراء
في تدوينة خاصة  مع تعليقي عليها مع ذكر اسم صاحب الرأي..."

الاثنين، 16 فبراير 2015

أودُّ أن أتوب..!


الإثنين.. اليوم الأول بعد

الخامس عشر من فبراير 2015.. الساعة الواحدة

الا أربع دقائق صباحًا، تمامًا كما تشير إليه الساعة الجدارية المستوحدة..

....

نحن البشر لا نتحدث كثيراً عندما نحزن! ولكننا نتحدث كثيرًا

لمن "نحب" لو امتعضنا واضجرنا.. "مشاركتك من تحب في  لحظات الضنك والكرب أرقى بكثير من المشاركة في ساعات البهجة والفرح لأن الوقفة فيها تتطلب جلادة وصبر."

بعيدًاعن روح المشاركة...

 لو كتبنا عند ضيقنا عن ضيقنا، سنعلم أنه لا شيء يماثلُ راحة الإفصاح على الورق وللورق،

وليس ضروريًا أن تكون كاتب لتكتب همّك، البوح لا يؤمن بالمواهب هو افصاحٌ بشكلٍ عفوي تتهاطل فيه الكلمات دون إعداد

وعادةُ هذا البوح  أنه ذا طريقةٍ أحاديةٍ سريةٍ  بين كائن بشري أضناه الضيق وجماد لا يفقه ولا يشعر ولكنه يسمع جيّدًا –وهو المطلوب-!. (جرّبها)

عمومًا.. أشعر عندما  أكتب كمن أزاح من معدته همّ مائدةٍ

 حنظليةٍ التاع منها ولم يستسيغها فما اسطاع هضمها فأخرجها قيء واستراح..

  وحقيقة.. أنا الآن أشعر بأني أعيش في أنبوب لا يتجاوز قطره الخمس سنتمترات، وطوله يقصرني كثيرًا

وعموم جوّه يخنقني أكثر.. (تخيّل..!!)

 العيش في مكانٍ لا نهنئ فيه، يزيد من ضيقنا لذلك يجب علينا الهروب .. وهنا أكتبُ لأسجل الهروب من الأنبوب.. ولعلي أتمكن من ذلك..

...

أودُّ أن أتوب.. أودُّ أن أتوب.. أودُّ أن أتوب..

كلامٌ أردده ولا أعلم متى أطبقه، أود أن أتوب أمنية تشعرني دومًا بحجم تقصيري

تجاه من لا يستحق التقصير ( الله جلّ جلاله)..

"نحن"

في نعمائه مغرقون... ونعصي

وبعطاياه مترفون... ونعصي

وبجُود كرمه مغدقون.. ونعصي

أتعلمون لماذا كل هذا التمادي في العصيان والتمرّد، لأن الله هو (الستّار) علينا فتجدنا نحن بني البشر "المفلسين" نعرف الخطيئة ولكن نترف في عملها..

لأننا على علم، أنه –الله- لا ولن يفضحنا وانما سيمهلنا لذا نتغافل ونعصي، وهذا الفرق بين من يخاف من  فضيحة البشر على الأرض ولا يخاف من ربهم يوم العرض!!

 "فالله هو الستّار والبشر فضّاحون"، فنسرف في استغلال الكرماء،

 ولكن.. إلى متى.. ذنوبنا سيبطِنها الله، واستخفافنا إلى متى ..؟ أما آن النهوض؟ أما كفانا عبث وغموض.. ؟؟

نعصي كثيرًا في الظلمات، أمام لا أحد سوانا، نهرب من الناس، من العيون، من الفضيحة، نُدبِرُ من كل شيء.. إلا شيء وهو كل شيء،  ولكن نتغافل وجوده،

بين جُدُرٍ مغلّقة وأضواءٌ معتّمة وأبواب مؤصدة،

لنعصي ونعصي ونزيد فالعصيان، ويقينًا نعلم أنه يرانا.. يسمعنا.. "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور" سورة غافر الآية 19!

"إنه الله"

ولكننا نستمر في التناسي.. تحت وطأة الهوى.. الذي ظل صاحبه وغوى،

 في حين انغماسنا في العصيان وملذاته، وضياعنا في شهواته،

 ونحن نسلب منه الاهتمام وهو الذي أعطانا كل الاهتمام،

 "إنه الله"

ألا يستحق الله أن يُحترم،؟

ألا يستحق أن تصان محارمه،؟

 ألا يستحق الحب.. " من يحب لا يعصي" ؟

أن نستشعر وجوده في خلواتنا قبل البشر، في أطراف النهار وآناء السحر؟!

وأقول : "من عرف الله حق المعرفة لن يعصيه في خلواته.."

آفةٌ هي الخلوات.. مصيبةٌ عويصة.. ومهمة عسيرة،

يجب أن ندركها ونتداركها ولا يتأتى ذلك بالهوان.. ولكن " يهن يسهل الهوان عليه"!!..

...

 

إضاءةٌ خافتة.. في شارعٍ فيه لا أحد سواي،

أمشي تائهٌ في خُطاي، وهِنةٌ هي قواي،

عرجاء صارت قدماي،

اعتصارٌ واعصارٌ في معدتي بسبب الجوع والخواء،

 الساعة بعد أن كانت الواحدة إلا أربع دقائق

أصبحت الرابعة فجرًا.. لا أحد سيطعمني في هذا الوقت

سأنام..

 ولكن

قبل أن أنام

بعد أن كتبت كل ما قرأتموه من بوح،

 يبدو والحمد لله أني خرجت

من الأنبوب..

..         

"اللهم أصلح قلوبنا واستر عيوبنا وأغفر ذنوبنا واحسن خاتمتنا يا الله"..

آمين..

الأحد، 8 فبراير 2015

" لا شي" يختصر الحب! لذا حُجب العنوان :))

...

أوّلُ الساعات في آخر يناير 2015..
..
31 يناير الساعة الثانية
عشر بعد أن انتصف الليل
ونام بعض البشر الجادين مع حياتهم وفيها!، 
إلا الذين
سهروا مع ملذاتهم وأنا منهم "كثيرًا ما تغلبني الملذات وأكون سهرانًا
ولكنها أهون من أن أكونُ سكرانًا -الحمد لله- "

سنة والله أعلم بي وأنا أخطط وأدبّر الأمر لفتح مدونة لتلملمني وتسترني وتفضحني!
لم أقوى على ذلك إلى بعد أن دفع بي من دفع!
وفُتِحت هذه الفضيحة بحمد الله، فكرهًا مني سميتها" أي شي.."
فهي بالفعل أي شي ولكنها في المقابل هي كل شي!!..

..ف نحن عندما "لا نحب" لا نعطي! وعندما "نحب" نغلو في العطاء!..

أحاول أن أجدُ مدخلًا يليق بالحب الذي سألطخُ به هذه التدوينة، سنينٌ وكلماتها في داخلي رهينة، واليوم سأفرج عنها رغم أني الخجول الذي دائمًا ما يكتّم حبه  رغم اعتصاره وحاجته للحب ولكن اللا بوح أقوى!،
وهنا أقول باشروا بإعترافاتكم لمن تحبوا قبل أن يرحلوا دون عودة!  اهمسوا في آذانهم بحبكم،  كل شي يُدّخر الا الحب، والاعتراف بالحب فضيلة! "ولا تكونوا كما كنت!!"

عمومًا كل ما ذُكر في الأعلى اسهاب في الكلام وهنا المغزى....
..
منذ أن عرفت الكلام وإلى اليوم لم أنطق لها ببنت شفةٍ

بحبي لها و لم أقولُ حبيبتي
رغم أنها أعظم من يستحق الحب بعد "ربي"، وهي لا أعلم هل اتخذت عهداً
عليّ وأخوتي أن تقبلنا بحرارة يوميًا!
أن تغسلنا من الضغائن والأحقاد، وأن ترشقنا بكلمة حبيبي!! أن تُصلي لنا ليل نهار !
أن نرتاح وهي تشقى! أن نلهو وتحاتي! أن ننام وهي تسهر! أن ترزقنا عمرها وتموت فينا ومنّا وعلينا!!
 أي حب دون مقابل؟؟ أي نقاء لا تقربه الرذائل؟؟! 

يا أمي أكتب اليوم بسببك! 
رغم أنكِ لا تجيدين الكتابة والقراءة كثيرًا، ولكنّكِ علمتني
كيف أقرأ "حين ابتعتي لي أولَ قِصة، وكانت بمثابة أول حصة"
وكيف أكتب "عندما أهديتني قلمًا وصعدت  به سُلمًا" 
!! 
وأنتِ الأم التي لا تقرأ كثيرًا فقد خرّجتي عشرةٌ من الأبناء أربعةُ رجال وستُ سيدات!
كلهم حاملوا شهادات علمية  جامعية لا تقل عن "البكالوريوس"! أي عظمة !!!
و كيف لو كنت تقرئين كثيرًا ؟؟.. 

تائهٌ أنا!! لا أعلم 
كيف ومن أين أكملُ فيك الكلام!!!
وإني كضالٌ في دياجر الليل يا أمي!!
..
 (هنا توقفت عن الكتابة منذ ٣١ يناير وفي ٨ فبراير عدت لأكمل)
وقلت:
..
أمي العظيمة،، 
أما بعد.. ها أنا أعدت التوازن فيني واستفقتُ بعد التيه..
وبجرأة المهزوم أقولها اني سأتوقف هنا عن الكتابة !!
والسبب والله يشهد لأني لم أجد ما أكتب
ليوفيك !! أجدني مهزوم!! منهك دون جهد!! مكبل دون جريمة!! ولكنه
هو حبك أنهكني وكبّلني وهزمني!!
 أجدني كيوسف تائه في غياهب بئرك الطاهر بعد أن قررت الكتابة لأجلك، أنتِ أول شخصٌ يغلبني موضوعه!! 
... 

مخرج:

رايةٌ بيضاء مترعةٌ
بالدموع، 
يمسكها شخصٌ هزيلٌ
كعودِ كبريت أهزله الاشتعال، مهترئةٌ أطرافه،
وعينه دمعها مدرارا، وضجيج الكلمات
في داخله يحشره حتى أصبح
أبلهًا يهلوس!! 
 وقلمه ينكسر!!"خشية من التقصير وخجلًا  في الاستمرار.."

مشهد لقصي وهو يستسلم!!

النهاية..  
(نقطة).